- نشرت بتاريخ
زمن الوصول وعرض النطاق (Latency and Bandwidth)
- المؤلفون
- الاسم
- حارثة العوفي
- تويتر
السرعة عنصر مهم جداً في أداء
زمن الوصول (Latency):
هو الوقت المستغرق لإرسال حزمة بيانات من المصدر حتى استلامها من قبل المستقبل.
عرض النطاق (Bandwidth):
هو أكبر قدر من البيانات يمكن نقله عبر قنوات الإتصال خلال مدة زمنية معينة.
فما الفرق بينهما؟ وما تأثير كلٍ منهما على أداء الشبكة؟
لإزالة قدر كبير من اللُبس، يمكن النظر إلى
مكونات زمن الوصول
لنلقي نظرة على مجموعة من المكونات الشائعة التي تساهم في التأثير على زمن الوصول:
- زمن الإرسال (Propagation delay): الزمن اللازم لوصول البيانات من المرسل الى المستقبل. أي المسافة على سرعة انتشار الموجة والتي يحددها نوع وسط الإرسال.
- زمن التحميل (Transmission delay): الزمن اللازم لتحميل جميع بتّات (Bits) الحزم على رابط الإتصال (السلك، الموجات اللاسلكية). والذي يحكمه طول الحزم ومعدل نقل البيانات الخاص بالرابط.
- زمن المعالجة (Processing delay): الزمن اللازم لمعالجة ترويسة الحزموالتحقق من الأخطاء على مستوى البتات ثم تحديد وجهة الحزمة.
- زمن الاصطفاف (Queuing delay): الزمن الذي تستغرقه الحزمة منتظرةً في الرَتِلحتى تتم معالجتها. ويحدث هذا عندما تصل الحزم بسرعة أكبر من قدرةالموجهعلى المعالجة، فيتم وضعها في الرَتِل.
فزمن الوصول الكلي بين العميل والخادم هو مجموع كل ما سبق. كل حزمة تسافر عبر الشبكة ستتعرض لكثير من هذه الحالات، وكلما كانت مسافة الرحلة أكبر كان زمن الانتشار أطول ومررنا بمُوَجِهات أكثر على طول الطريق مما يجعل زمن التحميل والمعالجة أطول لأن ذلك يتكرر عند كل مُوَجه.
زمن الإرسال وسرعة الضوء
سرعة الضوء هي أقصى سرعة يمكن أن تنتقل بها الطاقة والمادة والمعلومات. أي أنها أيضاً السرعة القصوى لإنتقال البيانات، وبذلك تمثل سرعة الضوء حداً لزمن الإرسال في أي شبكة. لكن الجيد في الأمر أن سرعة الضوء تساوي 299,792,458 متر لكل ثانية، أو 17,987,547.5 كيلو متر في الساعة. وهذه سرعة كبيرة جداً! لكن هذه سرعة الضوء في الفراغ، أما البينات فتنتقل عبر وسط ما كالأسلاك النحاسية والألياف الضوئية والتي تُقلل من سرعة انتقال الإشارة. وهذا ما يدعى
معامل الإنكسار في
عرض النطاق
تصنع الألياف الضوئية من زجاج خاص نقيٍ للغاية ، الليفة الضوئيَّة رفيعة جداً، أسمك من شعرة الإنسان بقليل. تعمل كأُنبوب صغير ينقل الضوء بين نقطتين. ولدينا أيضاً الأسلاك المعدنية ولكنها أكثر عرضة لفقدان الإشارة والتداخل الكهرومغناطيسي وكذلك تكلفة صيانتها أعلا على المدى البعيد. غالباً ستنتقل بياناتك عبر كلا النوعين، لكن للمسافات الطويلة بين نقاط الشبكة، ستنتقل البيانات عبر الألياف الضوئية.
تمتلك الألياف الضوئية أفضلية واضحة فيما يخص عرض النطاق، وذلك لأنَّ كل ليف ضوئي يمكنه حمل عدّة أطوال موجية (قنوات) من الضوء من خلال عملية تعرف
حتى عام 2010، استطاع الباحثون مضاعفة أكثر من 400 طول موجي بسعة قصوى تصل الى 171 جيجا-بت/ثانية للقناة الواحدة. ما يعني 8.75 تيرا-بايت/الثانية لسلك ألياف ضوئية واحد! وللعلم فنحن نحتاج الى آلاف الاسلاك النحاسية (الكهربائية) للوصول الى هذا الرقم.
حسناً إذاً، هذا جميل، وهذه أرقام كبيرة جداً! لكن ما خطب الاتصالات التي نستخدمها؟ أين ذهبت كل هذه القدرة!. مع الأسف هذه الأرقام تقل كثيراً جداً عند أطراف الشبكة، فسعة النطاق المتاحة هناك أقل بكثير وتختلف أيضاً بشدة حسب التقنية المستخدمة في التوزيع (Deploying technology): DSL, wireless, fiber-to-home. حتى أداء
تقديم عرض نطاق أكبر وزمن وصول أقل
نستطيع أن نستنتج مما سبق أن لدينا مرونة في زيادة
من جهة أٌخرى، فتحسين
عوضاً عن ذلك، وبما أننا لا نستطيع جعل الضوء ينتقل بسرعة أكبر، لا يجب أن ننسى أننا نستطيع جعل المسافة أقصر!. لكن للأسف، فتركيب خطوط جديدة ليس ممكناً دائماً لعدة أسباب, اجتماعية وسياسية وجغرافية وأيضاً لأسباب مالية.
نتيجة لذلك، ولتحسين أداء تطبيقاتنا، علينا تصميم وكتابة بروتوكولاتنا وبرامجنا التي تتعامل مع الشبكة بوعي تام لحدود
في الختام، اللّهم عملنا ما ينفعُنا، ونفعنا بما علمتنا، وزدنا علما ❤️.
إعتمدت في هذا المقال كثيراً على كتاب High Performance Browser Networking